الثلاثاء، 3 يونيو 2014

من عيون الشعر كشفت برقعها فأشرق وجهها

من عيون الشعر

كشفت برقعها فأشرق وجهها

شعر: عنترة بن شداد

من شعراء المعلقات، ومن فرسان العرب ومن فحول شعر الحكمة، ومن أشهر العشاق.. تغنى بحبيبته وابنة عمه عبلة بنت مالك كثيرا.. وكان ثغرها حاضرا في كثير من قصائده مما يوحي بتميز جمالها في هذا الجانب. ويتميز شعر عنتره _بخلاف معظم الشعر الجاهلي- بوضوح المفردات والمعاني حتى لا تكاد تحتاج شرحا.
وفي هذه القصيدة الجميلة يستجمع الشاعر خياله ويخضر من خلاله حبيبيته حتى يداعبها ويطفئ نار شوقه.. لكنه في الختام يتوسل الرأفة من المحبوبة البعيدة حقيقة القريبة خيالا..


زارَ الخَيالُ خَيالُ عَبلَةَ في الكَرى
لِمُتَيَّمٍ نَشوانَ مَحلولِ العُرى
فَنَهَضتُ أَشكو ما لَقيتُ لِبُعدِها
فَتَنَفَّسَت مِسكاً يُخالِطُ عَنبَرا
فَضَمَمتُها كَيما أُقَبِّلَ ثَغرَها
وَالدَمعُ مِن جَفنَيَّ قَد بَلَّ الثَرى
كَشَفتُ بُرقُعَها فَأَشرَقَ وَجهُها
حَتى أَعادَ اللَيلَ صُبحاً مُسفِرا
عَرَبِيَّةٌ يَهتَزُّ لينُ قَوامِها
فَيَخالُهُ العُشّاقُ رُمحاً أَسمَرا
مَحجوبَةٌ بِصَوارِمٍ وَذَوابِلٍ
سُمرٍ وَدونَ خِبائِها أُسدُ الشَرى
يا عَبلَ إِنَّ هَواكِ قَد جازَ المَدى
وَأَنا المُعَنّى فيكِ مِن دونِ الوَرى
يا عَبلَ حُبُّكِ في عِظامي مَع دَمي
لَمّا جَرَت روحي بِجِسمي قَد جَرى
وَلَقَد عَلِقتُ بِذَيلِ مَن فَخَرَت بِهِ
عَبسٌ وَسَيفُ أَبيهِ أَفنى حِميَرا
يا شَأسُ جِرني مِن غَرامٍ قاتِلٍ
أَبَداً أَزيدُ بِهِ غَراماً مُسعَرا
يا شَأسُ لَولا أَنَّ سُلطانَ الهَوى
ماضي العَزيمَةِ ما تَمَلَّكَ عَنتَرا






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق