الثلاثاء، 3 يونيو 2014

الخليج في الشعر


فن الكتابة على ماء الخليج العربي
صرخة الشعراء على الشاطئ:
ياخليج.. ياخليج.. ياخليج
ياواهب المحار واللؤلؤ والردى!!

بقلم: علي المسعودي

في ملحمته الشعرية العذب والموجعة والطويلة التي حملت عنوان (مذكرات بحار).. يذهب الشاعر الكويتي محمد الفايز في عدد من اللوحات الشعرية المتتابعة والمترابطة في رحلة شعرية طويلة يغوص فيها في أعماق بحر الخليج يبحث عن اللؤلؤ في مايبدو على السطح.. لكنه يبحث عن سر الحياة في عمق المقاطع الشعرية المخبوء فيها وجع كثير ولوعة سرمدية.. وحيرة كبرى تعصف بها الأسئلة..
والحياة جميلة.. لكن التفكير فيها يحولها إلى رماد
يقول الفايز:
(البحر أجمل مايكون..
لولا شعوري بالضياع
لولا هروبي من جفاف مدينتي الظمأى وخوفي أن أموت
عريان أو في بطن حوت..
إني أحاذر أن أموت
وكان الفايز في ملحمته الشعرية الطويلة يصرخ وهو يركض على بحر الخليج بخيال الشاعر (سأعيد للدنيا حديث السندباد)
لكن للأنث الشاعرة حالتها الخاصة في إطلالتها على الشاطئ..
فهاهي سعا الصباح التي قالت:
(إنني بنت الكويت
بنت هذا الشاطئ النائم فوق الرمل
كالظبي الجميل..)
تعلن لغة التحدي المالح..
أَنَا الخَلِيْجِيَّة
الهَاربَة مِنْ كِتَابْ ألْفِ لَيْلَة
وَوَصَايَا القَبِيْلَة
وَسُلْطَةِ المَوْتَى
وَالتِى تَتَحَدَّى – حِينَ تَكُون مَعَك
حَرَكَةَ التَّارِيْخ ، وَجَاذِبيَّةَ الأرْض ،
أنَا النَّخْلَةُ العَرَبيَّةُ الأصُول
وَالمَرْأَةُ الرَّافضَةُ أنْصَافَ الحُلُول
فَبَارِك ثَوْرَتِى!!

هنا تربط الشاعرة الكويتية د. سعالد الصباح بين الخروج والانتماء في ذات الوقت، بين التممرد والطاعة معا.
فهي تعلن انتماءها للماء وخروجها علة التقاليد
تقول أنا الخليجية في تأكيد على حميمية العلاقة بينها وبين الجغرافيا.. وتقول (أنا الهاربة) في توضيح للعلاقة الشائكة مع التاريخ.
وقد شكل الخليج نقطة شعرية حميمة عند الكثير من الشعراء منذ أن اطلق بدر شاكر السياب أنشود الخليج ) عندما كان يردد بصوت الشجن الشجي:
 أصيح بالخليج ياخليج ياواهب المحار واللؤلؤ والردى
فيرجع الصدى كأنه النشيج
"ياخليج.. ياواهب المحار واللؤلؤ والردى"
ثم يكمل السياب قصيدة منطلقا إلى وطنه.. ثم يعود:
وينثر الخليج من هباته الكثار
على الرمال رغوة الأجاج والمحار
وماتبقى من عظام بائس فقير
من المهاجرين ظل يشرب الردى
من لجة الخليج والقرار
وفي العراق ألف أفعى تشرب الرحيق
من زهرة يربها الفرات بالندى
وأسمع الصدى يرن في الخليج:
مطر
مطر
مطر
وجاءت هذه المقاطع
ضمن قصيدته الشهيره (أنشودة المطر) فكأنما هي امتداد للحيالة السيابية في تداعياتها مع مايبعث المطر من حزن.. ومايهب البحر من موت!
وكان لهذه القصيدة صدى واسعا لدى الشعراء العرب عامة وشعراء الخليج خاصة إذ ألقت أمامهم بطعم الشعر ليصطادوا من الخليج محار المعاني.. فكان للشاعر القطري مبارك بن سيف آل ثاني
 هذه القصيدة التي سماها (أنشودة الخليج) ومنها:
 ..

يابحر إن بعدت مرابع أمسنا
فالذكريات إن نأيت عزاء
كن ياخليج لكل ذي قلب أخا
في الحق إنا والحياة إخاء



لكن الشاعر أحمد السقاف يخاطب الخليج بعيدا عن حالات الحزن والشجن وعواطف الضعف.. قريبا من لغة التحدي وإثارة الهمم.. فكأنه يخاطبه بالنيابة عن الشعوب:

وحدتنا الخـطـوب حتــى غــدونا
رغـم انف الخـطـوب كـالـبـنـــيـان
                    
يـا خـليج الابـاة انـت الخـليج الــ
عـرب سـمـيت مـن قـديم الـزمــان

والـثغور التــي تزيـنـك أزهـــى
مـــن ثُـغـــور تــزيــن أي مـكـــان




أما قصيدة أغنية الخليج
لغازي القصيبي فيبدو الشاعر في شوق و حنين إلى وطنه و هو بعيد عنه و يترقب لحظة عودته إلى وطنه بلهفة و شوق كي يأنس في موطنه . و يصف بعض المناظر الرائعة التي يتميز بها الخليج و التي تثير مشاعره لأنها قريبة إلى قلبه .

 أتيت أرقب ميعادي مع القمر 
ياساحر الموج والشطان والجزر
هدية الشاعر لوطنه عبارة عن الشوق و الحنين الذي سطره في أبيات قصيدة رائعة و التي ضمن فيها كل ما عاناه و خاضه في سفره .

أتيت أمرح فوق الرمل أنبشه 
عن ذكرياتي القدامى عن هوى صغري
يسترجع الشاعر ذكريات الطفولة عندما كان صغيرا يلعب بالرمال فيثير مشاعر قلبه المدفونة عندما يبحث عم ما يفقده

 أمر بالشاطى ْ الغافي فأوقظه
بقبلة وأناديه إلى السمر 
يواصل الشاعر تذكره لذكرياته الجميلة عندما كان يقضي لياليه في لهو و طرب حتى الفجر عند اختفاء النجوم .

 أقول : شاعرك الولهان تذكره؟
أتاك يحلم بالأصداف والدرر 

من شدة حب الشاعر للخليج جعله كإنسان قريب منه ومن قلبه و لا يرضى الشاطئ إن يستيقظ من غفوته إلا بقبلات الشاعر التي تبعث فيه الحركة و الحياة و يدعوه الشاعر إلى مسامرته و مبادلته أطراف الحديث .


يواصل الشاعر حديثه عن الخليج فيقول أنه عندما كان يذهب إلى البحر و هو بعيد عن وطنه و يرى القوارب و السفن التي تمخر عباب البحر كانت تلوح صورة الخليج بقوارب الصيد و السفن في ذاكرته و يعود بذاكرته إلى مناظر الخليج الجميلة .

 
من بعدأن ذرع الدنيا فما فتحت
له الشواطىْ إلا مرفاالضجر 
ولحت ياأزرق العينين فانطلقت 
أشواقه بجنون البيد في المطر 
خليج يا موجة بيضاء تنقلها 
أصابع الشوق من قلبي إلىبصري
أعيذ وجهك أن تغزو ملامحه 
رغم العواصف إلا بسمة الظفر 




ثم يصف الشاعر الخليج بالموجة البيضاء كناية عن الأمن و السلام التي ينعم بهما الخليج و أن ذكرى الخليج الكامنة في قلبه تراءت أمام عينيه و كونت صورة الخليج الجميلة له عندما كان في بلاد الغربة .

ويتمنى للخليج النصر و العزة دائما و أنه مهما اشتدت المشاكل التي يواجهها إلا أنه لا يهزم أبدا وتظل بسمة الإنتصار تعلو محيا الخليج .

ويفتخر الشاعر بعروبة الخليج و أنه لم يتأثر بلغة العجم الذين جاؤوا إليه و لقد بقي متمسكا بعروبته كما عهده و عرفه دائما على مر السنين .

ويفتخر بلغة القرآن و يحافظ عليها مدى الأزمان فعزته من عزتها وبقاؤه من بقائها و هو كذلك دائما كما عهده الشاعر .

ويمتلئ شعر الشاعر الإماراتي أحمد راشد ثاني برائحة الخليج.. وألوان وجه وأصوات بحارته..
ومن ذلك هذا المقطع من قصيدة تحمل عنوان (كتاب الليل):

أغلقَ الليلُ كتابَهُ
وَضَعهُ في النافذةِ،
ونامْ·
كان شعرُها الأسودُ يجري
على قرصِ الشمسِ المغمَّسِ بالغيومِ
الأمواجُ تصفِّقُ ، والأشرعةُ تُغنِّي،
والجزرُ الصغيرةُ المتناثرةُ في خليج الروحِ
تلعبُ مع الدلافينِ·
على صخرة الحلم
تسيلُ دمعةُ البحرِ
الشطآنُ تباعدت في عينِ القرصان الوحيدةِ،
وعندما اعتلتْ العاصفةُ إحدى السفنِ
نزل البحارةُ إلى المحيط
يحصدون حشائِشَ الغَرَقْ·
السماءُ أعدَّت المائدةَ:
بيانو الرعدِ،
وكؤوساً من برق·
الخَدَمُ الغيوم، وثَمَّ نجوم
مشويةٌ على فحمِ الأرواحِ·

فاختلط في روح الشاعر الشعرية مياه الخليج مع المحيط مع المطر.. فشكلت بحرا شعريا خياليا منطلقا من الظن والحزن والغياب الاختياري..



(يتبع الخليج في الشعر العامي)..



‫شعر على ضفاف الخليج
حب وحزن وموت



بقلم: علي المسعودي


كثيرا ماتحضر مفردة (البحر) في الشعر .. لكنها تحضر أكثر عند من عايشوا البحر حتى أنها تحضر حرفا وصوتا من خلال النهمات أو الزهيريات التي يتسلى بها البحارة في رحلتهم الطويلة.. فتبدو القصيدة مليئة بالبحر والموج والأشرعة وإن خلت القصيدة من أي لفظ يدل على ذلك..
يقول الشاعر البحريني سلطان بن سلامة آل علي في زهيرية له:

نيران غدر الدهر توقد بقلبي بحر
وعلي سلن السيوف الماضيات وبحر
الناس في ظلهم وربعي ف شمس وبحر
من حيث أهل الوفا ما عاد فيهم وصل
وانقص حبل الرجا منهم فلا له وصل
لو كان بالسيف قطعت الأعادي وصل
لكني ف جزرة حايط علي البحر


ويأخذ البحر بعادا كثيرة في دلالاته وإيحاءاته فهو مرة وطن ومرة عدوا.. حينا يكون مصدر رزق.. وحينا يكون إشارة إلى غياب طويل.
وشعراء دول الخليج عادة يحضر البحر عادة وصورته الذهنية تتشكل في الخليج العربي أو منه تكون منطلقات الصورة الشعرية.. إلا أن شعراء الحجاز هم اقرب إلى البحر الأحمر.. فصورته الذهنية هناك هي الأقرب.
لكن للخليج حميمية أكثر وحضورا أكبر في كل المعاني الشعرية والاجتماعية.. فهو الجار القريب والإطلالة المصاحبة الجميلة.

لتركي بن حميد:

من ياخـذ الدنيـا برايـه بلا قيـس
مثل الذي في جـوف (بحـر) يعومـي
ما ينبنـي بنيـان من غيـر تاسيـس
ومـن لا تعلـم مـا تفيـد العلومـي



وفي ذلك انتشارٌ له. النهر في جريانه يرمز الی الزمن والزوال لأنه يجري دائماً الی الأمام دون عودة؛ ولکنه يرمز أيضاً للتجدّد الخالد الدائم.
  النهر هو الماء أولاً ثم المجری الفاصل بين ضفتين، ولذلک عندما يجف العنصر الأول يصبح النهر خندقاً وتنقلب رمزيته انقلاباً کاملاً في توازٍ بين الواقع والفلسفة والرمز. ولذلک ليس النهر نهراً عندما تجف المياه فيه.
  من الموتيفات التي يسترفدها السماويّ کثيرا بصورة لافتة في تشکيل صُوَرِه، هو "النّهر" بما توحي به من معاني الحياة، والارتواء الحسّيّ والروحيّ، وأسباب الخصب والتجدد. وقد يکون معادلاً لصورة الوطن السليب. فالنهر الذي هو سبب الخصب والإرتواء وإکسير الحياة والوجود، قد يحمل في شعره دلالات سلبية تدل علی الجفاف والموت والاستلاب.
  والنهر مُستَمَدّ کذلک من بيئة الشاعر الخاصّة



تركي بن حميد 

من ياخـذ الدنيـا برايـه بلا قيـس
مثل الذي في جـوف (بحـر) يعومـي
ما ينبنـي بنيـان من غيـر تاسيـس
ومـن لا تعلـم مـا تفيـد العلومـي


تركي بن حميد 

من ياخـذ الدنيـا برايـه بلا قيـس
مثل الذي في جـوف (بحـر) يعومـي
ما ينبنـي بنيـان من غيـر تاسيـس
ومـن لا تعلـم مـا تفيـد العلومـي


سلطان الهاجري .

ألا يا بحر ... يابحر الخليج اللي على شاطيـك 
.................. غلاه اغلى من امواجـك ولولـوك ومرجانـك 

وانا يابحر يوم آفز إلى من مـر لـي طاريـك 
.................. على شان الغلا اللي في طرفك ماهو على شانك 

تحياتي وشوقي يافياض العشـق ذيـك وذيـك 
.................. أٍسج الرجل يمك وألتفـت فـي بيـت جيرانـك 

رعـاك الله يابيـتٍ ليـا منـي بغيـت آجيـك 
.................. توقفـنـي تقالـيـد القبـايـل دون بيبـانـك 

ياليتك ليلٍ أٍسود كان أسجك بالقـدم واسريـك 
.................. لكنك بيت طين وحاجتـي مـن بيـن جدرانـك 

حفظت الجوهر الغالي ومن سبة غـلاه أغليـك 
.................. والا ياكثر حبي لـك والا يـا صعـب نسيانـك 

عزاي اليا ذكرتك حاضرك ماهو بمثل ماضيـك 
.................. ذكرت الفيضه اللي تجمـع الاحبـاب بوزانـك 

تعنيني لك الذكرى واجي مـن ديرتـي ناصيـك 
.................. وباعطر قصيدي مـن شـذى وردك وريحانـك




واذا عـيـب الخـلـيـج الـنـفـط يـاربــي تـزيــد الـعـيـب
وتــحــفـــظ لــهــلـــه نــفــطـــه ولــــولــــوه ومــرجـــانـــه
واذا هــم يحسـبـون النـفـط تنـقـيـب ومـعـامـل بـيــب
وحــقـــل تـنـبـعــث مـــــن قـــــوة الـتـكــريــر نــيــرانــه
لـــك الله مـــا نـطــق فـيـهـم واحـــد كـــلام مـصـيــب
ولا عـــد الصـحـيـح وجـــاب قــــول الــحــق بـلـسـانـه
تـــرا هـــذا بـقـايـا اجـســاد سـكـانـه شــبــاب وشــيــب
ودم ابـطـالــه الــلــي مـــــن غـــــلاه الارض رويــانـــه
ورثنـا العـز لـو مــا نمـلـك المـصـروف وســط الجـيـب
وبـعـنـا ارواحـنــا مــــن شــــان هيـبـتـنـا ومــــن شــانــه
وهـبـنــا الله بـحـكــام رقــــوا فــــي ســلــم الـتـرتـيــب
وبـنــو صـــرح المـعـالـي واحـكـمـوا ســاســه وبـنـيـانـه

تركي الميزاني





الخليج شعبي
الخليج
حنا الخليج أهل الكرم والمروات
وحنا هل المعروف والطيب حنا
حنا هل التاريخ واهل البطولات
لو تنشد التاريخ يخبرك عنا
هاجد السبيعي

عيدة الجهني
خليج يا عذب الليالي لا تجر الونّه // هل من مجيب العُرب فالاعراب فعلٍ ماضي
لقيط بن يعمر يراعه منكسر وان سنّه // زرق الوحيده والشجر يمشي بعتم افياضي
أن لانت الرقشا فاسك يالفليّح دنه // فالقادسيه معركة ذي قار يالمغتاضي
تبكيك يالطفل المصفد ديمةٍ من جَنّه // يشرب دموعك في ضماه انجام صبرٍ قاضي
يخذلني التاريخ في ليل الموالي كنّه // مهياض ينسج لوثته في مجدنا الفضفاضي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق