الثلاثاء، 3 يونيو 2014

من عيون الشعر إن أكلوا لحمي..

من عيون الشعر

إن أكلوا لحمي..
شعر: المقنع الكندي

لقب بالمقنع بسبب تلثمه خوفا من العين لفرط جماله وبهاء حسنه، أما اسمه فهو محمد بن مظفر الكندي.. كان كريما معطاء بالغ في الكرم حتى أتلف كل ماله، فاستعلاه بنو عمه عمرو بن أبي شمر بأموالهم وجاههم.بنو عمه لم يزوجوه أختهم لفقره ودينه وهوي بنت عمه عمرو فخطبها إلى إخوتها، فردوه وعيروه بتخرقه وفقره وما عليه من الدين.. فكانت قصيدته التي سارت بها الركبان
يُـعاتِبُني فـي الـدينِ قَومي وَإِنَّما      دُيـونيَ فـي أَشياءَ تُكسِبُهُم حَمدا
أَلَـم يَـرَ قَـومي كَيفَ أوسِرَ مَرَّة      وَأُعـسِرُ  حَتّى تَبلُغَ العُسرَةُ الجَهدا
فَـما  زادَنـي الإِقـتارُ مِنهُم تَقَرُّباً      ثُـغورَ  حُـقوقٍ ما أَطاقوا لَها سَدّا
وَفـي  جَـفنَةٍ ما يُغلَق البابُ دونها      مُـكـلَّلةٍ  لَـحماً مُـدَفِّقةٍ ثَـردا
وَفـي فَـرَسٍ نَـهدٍ عَـتيقٍ جَعَلتُهُ      حِـجاباً  لِـبَيتي ثُـمَّ أَخدَمتُه عَبدا
وَإِن  الَّـذي  بَـيني وَبَـين بَني أَبي      وَبَـينَ  بَـني عَـمّي لَمُختَلِفُ جِدّا
أَراهُـم إِلـى نَصري بِطاءً وَإِن هُمُ      دَعَـوني إِلـى نَـصرٍ أَتـيتُهُم شَدّا
فَـإِن  يَأكُلوا لَحمي وَفَرتُ لحومَهُم      وَإِن يَهدِموا مَجدي بنيتُ لَهُم مَجدا
وَإِن  ضَـيَّعوا غيبي حَفظتُ غيوبَهُم      وَإِن هُم هَوَوا غَييِّ هَوَيتُ لَهُم رُشدا
وَلَـيسوا إِلى نَصري سِراعاً وَإِن هُمُ      دَعـوني  إِلـى نَـصيرٍ أَتَيتُهُم شَدّا
وَإِن زَجَـروا طَـيراً بِنَحسٍ تَمرُّ بي      زَجَـرتُ لَـهُم طَيراً تَمُرُّ بِهِم سَعدا
وَإِن هَـبطوا غـوراً لِأَمـرٍ يَسؤني      طَـلَعتُ  لَـهُم مـا يَسُرُّهُمُ نَجدا
فَـإِن  قَـدحوا  لي نارَ زندٍ يَشينُني      قَـدَحتُ  لَـهُم في نار مكرُمةٍ زَندا
وَإِن  بـادَهوني  بِـالعَداوَةِ لَم أَكُن      أَبـادُهُم  إِلّا  بِـما يَـنعَت الرُشدا
وَإِن  قَـطَعوا  مِـنّي الأَواصِر ضَلَّةً      وَصَـلتُ  لَـهُم مُنّي المَحَبَّةِ وَالوُدّا
وَلا أَحـمِلُ الـحِقدَ الـقَديمَ عَلَيهِم      وَلَيسَ  كَريمُ القَومِ مَن يَحمِلُ الحِقدا
فَـذلِكَ دَأبـي فـي الحَياةِ وَدَأبُهُم      سَجيسَ  اللَيالي  أَو يُزيرونَني اللَحدا
لَـهُم  جُـلُّ  مالي إِن تَتابَعَ لي غَنّى      وَإِن قَـلَّ مـالي لَـم أُكَلِّفهُم رِفدا
وَإِنّـي  لَـعَبدُ الضَيفِ ما دامَ نازِلاً      وَمـا شـيمَةٌ لي غَيرُها تُشبهُ العَبدا
عَـلى أَنَّ قَـومي ما تَرى عَين ناظِرٍ      كَـشَيبِهِم  شَـيباً وَلا مُردهم مُرداً
بِـفَضلٍ وَأَحـلام وجـودِ وَسُؤدُد      وَقَـومي  رَبـيع في الزَمانِ إِذا شَدّا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق