الثلاثاء، 3 يونيو 2014

من عيون الشعر اليهودي العربي.. الذي أجار ابنة النعمان

من عيون الشعر

اليهودي العربي.. الذي أجار ابنة النعمان



إِنَّ الكِرامَ قَليلُ
شعر: السموأل


تشير بعض الروايات أن ابنة النعمان بن المنذر استجارت بقبيلة السموأل هربا من كسرى فارس الذي قتل والدها.. فكتب هذه القصيدة التي تعد مِن عيون الشعر الجاهلي في الفخر..
قائلها هو السموأل بن غريض بن عادياء الأزدي شاعر جاهلي يهودي حكيم واسمه معرب من الاسم العبري (عن العبرية شْمُوئِيل ، من شِيم: اسم، إِيلْ: الله، أي سمّاه الله). عاش في النصف الأول من القرن السادس الميلادي. كان يتنقل بين خيبر وبين حصن له سماه الأبلق وكان حصن الأبلق قد بناه جده "عادياء"..



إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ -- فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ
وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها -- فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ
تُعَيِّرُنا أَنّا قَليلٌ عَديدُنا -- فَقُلتُ لَها إِنَّ الكِرامَ قَليلُ
وَما قَلَّ مَن كانَت بَقاياهُ مِثلَنا -- شَبابٌ تَسامى لِلعُلى وَكُهولُ
وَما ضَرَّنا أَنّا قَليلٌ وَجارُنا -- عَزيزٌ وَجارُ الأَكثَرينَ ذَليل
وَإِنّا لَقَومٌ لا نَرى القَتلَ سُبَّةً -- إِذا ما رَأَتهُ عامِرٌ وَسَلولُ
يُقَرِّبُ حُبُّ المَوتِ آجالَنا لَنا -- وَتَكرَهُهُ آجالُهُم فـَتَطولُ
وَما ماتَ مِنّا سَيِّدٌ حَتفَ أَنفِهِ -- وَلا طُلَّ مِنّا حَيثُ كانَ قَتيلُ
تَسيلُ عَلى حَدِّ الظُباتِ نُفوسُنا -- وَلَيسَت عَلى غَيرِ الظُباتِ تَسيلُ
صَفَونا فَلَم نَكدُر وَأَخلَصَ سِرَّنا -- إِناثٌ أَطابَت حَملَنا وَفُحولُ
عَلَونا إِلى خَيرِ الظُهورِ وَحَطَّنا -- لِوَقتٍ إِلى خَيرِ البُطونِ نُزولُ
فَنَحنُ كَماءِ المُزنِ ما في نِصابِنا -- كَهامٌ وَلا فينا يُعَدُّ بَخيلُ
وَنُنكِرُ إِن شِئنا عَلى الناسِ قَولَهُم -- وَلا يُنكِرونَ القَولَ حينَ نَقولُ
إِذا سَيِّدٌ مِنّا خَلا قامَ سَيِّدٌ -- قَؤُولٌ لِما قالَ الكِرامُ فَعُولُ
وَأَيّامُنا مَشهورَةٌ في عَدُوِّنا -- لَها غُرَرٌ مَعلومَةٌ وَحُجولُ
وَأَسيافُنا في كُلِّ شَرقٍ وَمَغرِبٍ -- بِها مِن قِراعِ الدارِعينَ فُلولُ
سَلي إِن جَهِلتِ الناسَ عَنّا وَعَنهُمُ -- فَلَيسَ سَواءً عالِمٌ وَجَهولُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق