الخميس، 12 يونيو 2014

السعادة فيها ترك ما فيــها قصيدة جميلة لاتصح نسبتها لعلي بن ابي طالب

عيون الشعر

السعادة فيها ترك ما فيــها 

علي المسعودي

أجمع صفوة المحققين والدارسين أن هذه القصيدة لايصح أن تُنسب لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه، وإنما هي من عمل النحالين الذين اشتهروا في العصر العباسي، سواء نسبوا بقصد أو بجهل
كان علي رضي الله عنه من أفصح العرب، وكان قاضيا حكيما له من كلمات الحكمة الكثير، وروى عن النبي الكريم عليه السلام الكثير من الأحاديث، لكنه في الشعر لم تذكر له السيرة الموثقة أية قصيدة، رغم ماتم جمعه من دواوين تحمل اسمه.. حتى لو كانت القصيدة موافقة للشرع وتحمل جزيل القول وسمو المعنى، فإن ذلك لايقطع بنسبتها إليه.
وهذه القصيدة من القصائد المنحولة على أمير المؤمنين واشتهر بين العامة أنه قائلها وهو ليس بقائلها، لكنها قصيدة رائعة تستحق أن تكون من عيون الشعر معنى ومبنى،
وفيها تعداد لعشرة من مكارم الأخلاق، ثم وصف لدور البقاء.. وهي قصيدة جميلة سارت على حناجر المنشدين في العصر الحديث:



النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت 
              أنَّ السعادة فيها ترك ما فيــها 

لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنها 
              إلا التي كانَ قبـل الموتِ بانيـها 

فإن بناها بخير طاب مسكنُه 
           وإن بناها بشر خـــــــاب بانيـــها 

أموالنا لذوي الميراث نجمعُها 
               ودورنا لخراب الدهـــر نبنـيــها 

أين الملوك التي كانت مسلطنةً 
          حتى سقاها بكأس الموت ساقيــها 

فكم مدائنٍ في الآفاق قد بنيت 
          أمست خرابا وأفنى الموتُ أهليـــها 

لا تركِنَنَّ إلى الدنيا وما فيها 
             فالموت لا شـــك يُفنينا ويُفنيــها 

لكل نفس وان كانت على وجلٍ 
               من المَنِيَّةِ آمــــــالٌ تقويـــــــها 

المرء يبسطها والدهر يقبضُها 
           والنفس تنشرها والموت يطويـــــها 

إنما المكارم أخلاقٌ مطهرةٌ 
              الدين أولها والعقـــــــل ثانيـــها 

والعلم ثالثها والحلم رابعها 
        والجود خامسها والفضل ساديــها 

والبر سابعها والشكر ثامنها 
            والصبر تاسعها واللين باقيـــــها 

والنفس تعلم أنى لا أصادقها 
             ولست ارشدُ إلا حين اعصيــــها 

واعمل لدارٍ رضوانُ خازنها 
             والجار احمد والرحمن ناشيــها 

قصورها ذهب والمسك طينتها 
               والزعفران حشيشٌ نابتٌ فيــها 

أنهارها لبنٌ محضٌ ومن عسل 
         والخمر يجري رحيقاً في مجاريــها 

والطير تجري على الأغصان عاكفةً 
            تسبحُ الله جهراً في مغانيـــــــها 

من يشتري الدار في الفردوس يعمرها 
                بركعةٍ في ظلام الليل يحييها


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق